التقنية

كيف الحكومة تقدر تستخدم الذكاء الاصطناعي؟

في السنوات الأخيرة، وبعد الانتشار الكبير لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، واللي فجرها العزيز”تشات جي بي تي” من OpenAI، شفنا كيف حتى الحكومات صارت تتسابق مع القطاع الخاص فاستغلال هالتقنية وتطبيقها.

لكن السؤال الذهبي هني: كيف ممكن الحكومات تستخدم الذكاء الاصطناعي بطريقة فعّالة؟
وهل فعلاً ممكن يسرّع شغل الحكومات شوي ويحلحل التحديات البيروقراطية؟
وين وصلت الحكومة اليوم فهالمجال؟

اسمحلي يا القارئ الفذ(أو القارئة الفذه) أقول لك الآتي:

بتاريخ 14 فبراير 2023، وبعد 84 يوم من الانطلاق التجريبي لتشات جي بي تي، وجّه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله – فالنطق السامي خلال دور الانعقاد السنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عُمان، بضرورة إعداد برنامج وطني لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوطينها.

ومباشرة، قامت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بتحديث البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، واللي كان أصلاً صادر في أكتوبر 2022، وخلوه أكثر شمولية.

البرنامج صار يركّز على:

  • تعزيز وتبني الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية والتنموية.
  • توطين تقنيات الذكاء الاصطناعي.
  • حوكمة تطبيقات الذكاء الاصطناعي برؤية محورها الإنسان.

(المصدر: موقع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات – 2023)

عدها على طول، بدأت تطلع مشاريع ومبادرات تعتمد على الذكاء الاصطناعي فمجالات مثل:

  • التخطيط الحضري.
  • خدمات المراجعين.
  • الذكاء الاصطناعي التوليدي فالمواقع الحكومية.
  • الكشف عن البضائع المغشوشة والتنبؤ بالاحتياجات الغذائية فالأمن الغذائي.
  • التعداد الزراعي.

صحيح إن هالمشاريع جميلة والوزارة مشكورة عليها، لكن كنت أتمنى يكون فيه معلومات كافية عنها، مثل نسب الإنجاز، والفوائد المحققة، لأن للأسف المعلومات شحيحة، وما فيه مقياس واضح للفائدة والتأثير.

رأيي الشخصي: أبرز التحديات اللي تعيق استخدام الذكاء الاصطناعي فالحكومات بشكل عام هي:

  • ضعف دقة البيانات.
  • تشتت البيانات فأنظمة مختلفة بين الجهات الحكومية.
  • صعوبة تمكين الذكاء الاصطناعي من الأنظمة الداخلية.
  • التحديات الأمنية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي ونماذجه الخارجية مثل Copilot وChatGPT.

نرجع للسؤال الأهم:
كيف نقدر نستفيد لأقصى درجة من الذكاء الاصطناعي؟

أريدكم تفكروا معي، ونستكشف وين ممكن الذكاء الاصطناعي ممكن يحقق فرق حقيقي:

الجانب المروري والأمني (للاستخدام الخاص بالأجهزة الأمنية):

  • التعرف على الوجوه فالمطارات وربطها بقواعد بيانات الشرطة والإنتربول.
  • مراقبة الحدود عبر كاميرات مدعمة بالذكاء الاصطناعي.
  • مراقبة الحركة المرورية وتحليلها تلقائيًا.
  • تحديد مسببات الزحمة المرورية والتنبؤ بها واقتراح حلول لتفاديها.
  • أتمتة تسجيل المخالفات المرورية.
  • رصد السيارات المسروقة وتحركات المطلوبين.

اللوجستيات

  • أتمتة دخول وخروج الشاحنات من الموانئ، وتتبع مساراتها وأوقات بقائها.
  • استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحليل العقود والوصول لتفاصيلها بسهولة.
  • مراجعة العروض والأسعار ومقارنتها لتحقيق أفضل صفقة.
  • تحليل الاتفاقيات والضرائب والتنبؤ بتأثير التغييرات المحتملة.
  • اقتراح طرق جديدة للتسويق وزيادة المبيعات.
  • مراقبة المخزون الذكي وطلب الشراء تلقائيًا.

التجارة والصناعة

  • روبوت محادثة عن الأنظمة، القوانين، والمراسيم السلطانية.
  • شات بوت يوضح الإجراءات الحكومية الخاصة بالتجارة والصناعة.
  • تحليلات وأرقام عن أداء القطاعات التجارية والصناعية.
  • تحليل أداء المناطق الحرة واقتراح طرق تطويرها ومقارنتها بالمنافسين.

القوانين والتشريعات

  • روبوت محادثة يشمل كل القوانين والمراسيم.
  • مراقبة مدى الالتزام بالتشريعات.

البوابة الحكومية الموحدة

  • تحليل الإجراءات الحكومية واقتراح طرق لتحسينها وتقليل البيروقراطية.

الاقتصاد

  • التنبؤ بالاتجاهات الاقتصادية المحلية والعالمية وتحليل التأثيرات.

الصحة

  • تشخيص الحالات الطبية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
  • أتمتة صرف الأدوية الدورية.
  • التنبؤ باستهلاك الأدوية وإدارة المخزون.

التعليم والتدريب

  • تحليل أداء الطلاب وتحديد نقاط القوة والضعف بشكل فردي لكل طالب، لتقديم دعم مخصص.
  • أتمتة تصحيح الاختبارات وتقديم ملاحظات فورية للطلاب.
  • إنشاء محتوى تعليمي تفاعلي باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.
  • تحديد احتياجات سوق العمل وربطها بتخصصات الجامعات والمناهج الدراسية.

السياحة والتراث

  • مساعد افتراضي للزوار في المواقع السياحية بلغة السائح.
  • تحليل بيانات الزوار للتنبؤ بالمواسم وتوزيع الخدمات بشكل أفضل.
  • الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي لتقديم جولات افتراضية أو شرح حي للمعالم التاريخية.

البيئة والتغير المناخي

  • مراقبة جودة الهواء والمياه والتنبؤ بالمخاطر البيئية.
  • تحليل الصور الجوية والفضائية للكشف عن التغيرات البيئية أو المخالفات.
  • التنبؤ بالكوارث الطبيعية مثل السيول أو التصحر واقتراح خطط استجابة.

خدمة المواطن (تجربة المستخدم)

  • تحليل الشكاوى والملاحظات بشكل ذكي لاكتشاف المشاكل المتكررة.
  • روبوتات محادثة ذكية ترد على استفسارات المواطنين بلغتهم المحلية وعلى مدار الساعة.
  • قياس مستوى رضا المستفيدين واقتراح تحسينات تلقائيًا.

في الختام، الذكاء الاصطناعي مش بس أداة تقنية، هو فرصة استراتيجية لتطوير أداء الحكومات، وتحسين حياة المواطنين، ورفع كفاءة الخدمات. لكن عشان ننجح، لازم نأسس أرضية صلبة من البيانات، ونبني سياسات مرنة، وندرب الكوادر على استخدامه بالشكل الصحيح.

وش رايكم؟ وين تشوفوا الذكاء الاصطناعي يقدر يخدمنا أكثر في السلطنة؟
بانتظار أفكاركم.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي الزائر ، نرجو منك إلغاء إضافة Adblock حتى تستمتع بمحتويات الموقع